♥‹‹ وَصِيَّتِـي إلى بُنَيَّتِـي ››♥
- - - من كل قلب ام لابنتها- - -
إليكِ يا بُنَيَّتي .. أُهـدي كلماتي المَمزوجة بحُبِّي لَكِ ، وخَوفي عليكِ ، والتي خَرجَت من قلبي ، وأتمنَّى أن تصِلَ لقلبِكِ .
فأصغي – يا بُنَيَّتي – لكلماتي ، وافهمي عباراتي ، ولا تُقاطعيني ، فتُنسيني ما أرغبُ في قولِهِ لَكِ .
بُنَيَّتي .. إنَّكَ تعلمين مَدَى حُبِّي لَكِ ؛ فإنَّكِ فلذةُ كَبدي .
نعم ، أنتِ قِطعةٌ مِنِّي ، مصلحتُكِ تَهُمُّني ، وسعادَتُكِ أُقَدِّمُها على سعادتي .
لن أُذَكِّرَكِ بتعبي في حملِكِ وولادتِكِ ورضاعتِكِ ، ولا بسَهَرِي مِن أجل راحتكِ .
لكنْ أُذَكِّرُكِ بِبِرِّي ، وبِرِّ أبيكِ ، فإنَّ اللهَ – تعالى – قـد وَصَّاكِ بنا ، فقال سُبحانه : ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ النساء/36 ، وكَرَّرها في عددٍ مِن الآيات ، وهـذا إنْ دَلَّ فإنَّما يَدُلُّ على المكانةِ العاليةِ للوالِدَيْن ، ورِفعةِ شأنِهما .
واسمعي لقولِ نبيِّنا محمدٍ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – الذي جاء رجلٌ فاستأذنَه في الجِهاد ، فقال : (( أَحَيٌّ والِدَاكَ ؟ )) ، قال : نعم ، قال : (( ففيهما فجاهِـد )) مُتَّفَقٌ عليه .
بُنَيَّتي .. الزمي طاعةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وإيَّاكِ أنْ تعصيه ، فإنَّ معصيةَ الله ذُلٌّ وخِزي .
حافظي على الصلواتِ الخَمس في أوقاتِها ، وإيَّاكِ أن تُؤخِّريها ، فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وَقَّتَ لها وقتًا لا تَحِلُّ في غيره إلَّا بعُذر ، فقال سُبحانه : ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ النساء/103 .
بُنَيَّتي .. عليكِ بصيام شهر رمضان ، ولا تنسي صيامَ الأيام الفاضلة ؛ كيوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وغيرهما .. ولا تبخلي بإخراجِ زكاة مالِكِ إنْ بلغ النِّصابَ ، وحالَ عليه الحَوْلُ ، فهو حَقٌّ للفقراءِ والمساكين .
وإنْ كُنتِ تستطيعين الحَجَّ – تملكين المالَ ، وتستطيعين السَّفَرَ ، وعندكِ مَحْرَمٌ مِن زوجٍ أو أبٍ أو ابنٍ يُسافِرُ معكِ – فلا تُؤخِّري هـذه الفريضةَ العظيمة ، فإنَّكِ إنْ كُنتِ تقدرين عليها ، وقُمتِ بتأخيرها سنواتٍ ، فلا تأمنين على نَفْسِكِ الموتَ ، فقـد يأتيكِ الموتُ وأنتِ لم تَحُجِّي مع قُدرتِكِ على ذلك ، فإيَّاكِ والتسويف ، فإنَّه يَصُدُّ عن فِعل الخير .